معهد العوربة

"معهد العوربة" (Cosmoarabism College) فهو أول منصة أكاديمية الكترونية للتعليم العالي والأبحاث والتدريب، حضوريا وعن بعد، متخصصة في دراسة شؤون الشرق الأوسط والعالم العربي، تجمع بين التعليم الإلكتروني الحديث والبحث الأكاديمي التقليدي

رؤية العوربة

"رؤية العوربة" أو "COSMOARABISM VISION" بالإنكليزية أو "VISION COSMOARABISME" بالفرنسية هي نظرية جيوسياسية وضعها ويعمل على نشرها الباحث في قضايا لبنان والشرق الأوسط نوفل ضو.

تم تسجيل "رؤية العوربة" كأثر أدبي وفني لدى مصلحة حماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية في 13 / 4 / 2022 تحت رقم 7526، وهي تتضمن بالإضافة الى المصطح الجديد (العوربة) باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانكليزية، تعريفا علميا جديدا وحديثا للعروبة، وبرنامجا أكاديميا جامعيا لاختصاص جامعي مستقل في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والدبلوماسية يحمل اسم "العوربة" لشهادات الليسانس والماجستير والدكتوراه.

تقوم نظرية "رؤية العوربة" على أساس:

مفهوم جديد للعروبة

بلورة مفهوم جديد للعروبة الحديثة يلبي المتطلبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للقرن الواحد والعشرين، ويكون بديلا عن المفاهيم الأيديولوجية والقومية المتعددة والمتناقضة التي تم اعتمادها لتعريف العروبة خلال القرن الماضي.

المواطن العالمي

معالجة اشكالية مفهومي الهوية والمواطنة في ظل تحديات العولمة من خلال تنشئة الأجيال الطالعة على مفهوم "المواطن العالمي" (Global Citizen)، من دون الانتقاص من الارتباط والولاء الوطنيين.

القوة الناعمة

التركيز على أهمية "القوة الناعمة" (Soft Power)، كعامل أساسي من عوامل بناء موازين القوى الاستراتيجية العربية في التعاطي مع القوى الاقليمية والدولية، الى جانب القوة العسكرية الصلبة (Hard Military Power).

نظام عربي جديد

نظام عربي جماعي جديد (New Arab Order) يواكب العولمة ويبني معها شراكة متكافئة، بعيدا عن مخاطر "الاستعمار الثقافي والاقتصادي" التي يتخوف منها البعض، يضمن للعرب موقعهم ودورهم وتأثيرهم في "النظام العالمي" المتغيّر باستمرار، كما يضمن الحفاظ على الخصوصيات الاجتماعية والثقافية والحضارية والتراثية للشعوب والمجتمعات العربية.

مصطلح "العوربة"

إن مصطلح "العوربة" هو تعبير مبتكر (Neologism/e) ومركّب، يدمج كلمتي "العروبة" و"العولمة"، ويقصد به "عولمة العروبة" أو "العروبة المعولمة"، أي النموذج العربي من "العولمة"، أو الشراكة والمساهمة العربية في بناء "العولمة" لمواكبة "الثورة الصناعية الرابعة"، أو "عصر التكنولوجيا"، بعدما تداعى "عصر الايديولوجيا" الذي طبع القرن الماضي.

لماذا "العوربة" وليس "العولمة"؟

وقد تعمّدنا في المصطلح الذي اعتمدناه للتعبير عن رؤيتنا للبعد العالمي ل"العروبة الحديثة"، او "العروبة الجديدة"، الابتعاد عن استخدام الكلمتين الرائجتين للتعبير عن "العولمة": Mondialisation بالفرنسية، و Globalization بالانكليزية

فرؤية "العوربة" تهدف الى المساهمة في معالجة الإشكاليات والتحفظات والمخاوف التي يثيرها المسار الحالي ل "العولمة"، لا سيما لناحية المخاوف من التهديد الذي يمكن أن يشكّله هذا المسار للخصوصيات والعادات والتقاليد والمعتقدات والثقافات والحضارات خصوصا في الدول والمجتمعات العربية.

الرؤية الشاملة

ف"العوربة" هي رؤية لترجمة التعددية الثقافية والفكرية والسياسية، ولحوار الثقافات والحضارات والأديان والمعتقدات وتفاعلها عبر القارات، ولتطوير الدول والمجتمعات وتحديثها من خلال الجمع بين الاستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم، وبين الحفاظ على الخصوصيات، لكي لا تتحول العروبة المعولمة الى مجرد التحاق بالنموذج الغربي ل"العولمة"، أو الى استيراد لمفاهيم الغرب الى مجتمعاتنا، أو الى اقتباس لأفكار وتوجهات ومشاريع يرى فيها البعض نموذجا جديدا من نماذج "الاستعمار" الفكري والثقافي والحضاري والاقتصادي والاخلاقي والاجتماعي.

الأسباب الجيوسياسية الموجبة

مع سقوط الاتحاد السوفياتي، والنظام العالمي ثنائي القطبية، والأنظمة الإقليمية المتفرعة عنه خصوصًا في أوروبا الشرقية وبعض عالمنا العربي، وبروز نظام عالمي وأنظمة إقليمية جديدة، انعكس سقوط عصر "الأيديولوجيات" السياسية والاقتصادية على منطقتنا، التي كانت جزءًا من هذا العصر في النصف الثاني من القرن العشرين. فاستغلت الأيديولوجيات الدينية فرصة انهيار الأيديولوجيات السياسية، والحرب الأميركية على العراق، وفصول "الربيع العربي"، التي ترافقت مع صعود نظرية صراع الحضارات والحروب الدينية، لتؤدلج الدين وتطرح نفسها بديلاً عن الشيوعية والأنظمة الاشتراكية المتهاوية في مواجهة الولايات المتحدة والنظام العالمي الجديد.

وفي ظل هذه التحولات في النظامين العالمي والإقليمي، برزت تجربة بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي في مقاربة "العولمة" والتفاعل معها كفرصة لبلورة مفهوم جديد للعروبة، يحرّرها من الأطر الضيّقة للأيديولوجيات السياسية المتحجّرة، والدينية المتصادمة، والمفاهيم القومية المتناقضة التي طبعت القرن الماضي.

لقد نقلت السياسات والاستراتيجيات العربية الجديدة دول مجلس التعاون إلى مستوى غير مسبوق في مواكبة القرن الحادي والعشرين، ووضعتها في صلب شراكات دولية سمحت لها بالتأثير في مواقع القرار العالمي، على نحو بات يمكن معه الحديث عن "عروبة معولمة" تشارك في رسم السياسات الدولية بدل أن تتلقّى مفاعيلها وتدفع أثمانها.

ومع خروج مفهوم العروبة من التقوقع في الشعارات، والغرق في المزايدات والديماغوجيات، تتبلور يومًا بعد يوم الظروف المناسبة لبناء نظام عربي قادر على احتلال موقع متقدم في قيادة النظام الإقليمي، وفي الشراكة مع النظام العالمي في صياغة التوازنات الدولية، وحفظ المصالح العربية، والمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية على أسس الاستدامة في السلام والازدهار والاستقرار.

"العوربة" مفهوم حديث ل"العروبة"

لقد بات من الضروري، في ضوء التطورات المذكورة أعلاه، العمل على الخروج بمفهوم جديد ل"العروبة" يواكب متطلبات التطور والحداثة في القرن الواحد والعشرين، ويحل مكان المفاهيم المتناقضة التي سبق اعتمادها بالاستناد الى اللغة تارة، والى الدين تارة اخرى، والى العرق حينا، والى المقاربات السياسية والجغرافية والقومية الانصهارية والاندماجية والتذويبية أحيانا.

يرتكز المفهوم الجديد ل"العروبة" (العوربة) على ضرورة الخروج من زمن الانغلاق والتقوقع والغرق في الماضي، الى زمن الانفتاح والحداثة والتطوّر، فيتم استبدال "الحركات التصحيحية" (الانقلابات)، بالإصلاحات والحوكمة الرشيدة، والشعارات (Slogans) بالانجازات (Achievements)، وردة الفعل (Reaction) بالاستدامة Sustainability))، والثورة (Revolution) بالتطوير (Evolution)، والإشتراكية (Socialist) بالتشاركية (Partnership)، والوحدة الاندماجية التذويبية الانصهارية (Fusion) بالاتحاد التعددي (Pluralism) والتعاون التكاملي القائم على احترام حدود الدول وسيادتها واستقلالها وأنظمة الحكم فيها، والحاضن لكل القوميات والأعراق والإثنيات والأديان والمذاهب والمعتقدات والثقافات والحضارات واللغات الخ...

فمفهوم "العروبة الجديدة" (العوربة) هو مفهوم تشاركي وتفاعلي وتكاملي ومنسجم مع "العولمة"، بما يضمن الحفاظ على التعددية التي تصون الخصوصيات الاجتماعية والثقافية والحضارية والتراثية للشعوب والمجتمعات العربية، لا مفهوما منغلقا أو نقيضا او رافضا لها، يضع العرب خارج "النظام العالمي" ومفاهيمه المعاصرة، أو يعزلهم عنه، أو في مواجهات معه.

وتعني "العوربة" بالمفهوم الجيو سياسي، النظام الجماعي العربي الجديد والحديث والمتكامل الذي يتشكل من الدول الأعضاء في "جامعة الدول العربية" لمواكبة القرن الواحد والعشرين، والذي بدأت أسسه السياسية والاقتصادية والثقافية والاستراتيجية تتبلور من خلال الرؤى التحديثية والتطويرية في دول مجلس التعاون الخليجي، والشراكات الاستراتيجية بينها وبين كل من مصر والأردن، على شكل مشاريع واستثمارات داخلية وخارجية، ومفاهيم جديدة لطبيعة العلاقات الدولية بعيدا عن الأحلاف الجامدة والتموضعات والمحاور، ومقاربة حديثة ومنفتحة للعلاقات الإنسانية والحوار بين اتباع الأديان، والتفاعل بين الثقافات والحضارات.

و"العوربة" هي خيار حرّ بديل عن الاصطفافات الدولية وعن الصراعات بين القوى العظمى، القديمة منها أو الناشئة، للسيطرة على العالم وثرواته الطبيعية، ومقدرات شعوبه الاقتصادية. وهي بديل عن الالتحاق أو التأثر بالأحاديات والثنائيات والتكتلات والأحلاف الاستقطابية.

إنها رؤية عربية للمساهمة في بناء توازن عالمي بعيدا عن مشاريع الغلبة، وعامل وصل وتكامل انساني يحافظ على التعددية، ويصون مكونات الهويات ويحميها من نظريات الصَهر والتذويب.

وهي رؤية شراكة كاملة ومتكافئة لا تميّز بين لون وعرق ومعتقد، تنقل الدول العربية خصوصا، والشرق الأوسط عموما، من ساحة صراع دائم، الى منصة نموذجية لبناء حضارة السلام العالمي والكرامة الإنسانية، تترجم أهمية "القوة الناعمة" في بناء العلاقات بين الدول، بديلا عن التركيز على موازين القوى العسكرية فقط.

و"العوربة" هي اقليميا:

العروبة المتحالفة مع الولايات المتحدة الاميركية من دون ارتهان.

العروبة الصديقة لروسيا من دون هيمنة.

العروبة الشريكة للصين من دون تبعية.

العروبة المنفتحة على أوروبا من دون استنساخ نماذجها الاجتماعية.

العروبة المتفاعلة والمتعاونة مع اليابان وكوريا الجنوبية والهند ودول أميركا اللاتينية وأستراليا وأفريقيا وغيرها.

العروبة الناشطة في التكتلات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، وفي مشاريع التنمية المستدامة التي ترفع الدول النامية إلى مصاف الدول المتقدمة.

العروبة الجامعة بين المشرق والمغرب.

العروبة المتعاونة مع إيران متى تخلّت عن "أيديولوجية تصدير الثورة"، ووقفت عن التدخل في شؤون الدول العربية وزعزعة استقرارها.

العروبة المتفاهمة مع تركيا متى احترمت مصالح الدول العربية والأمن القومي العربي.

العروبة المتعايشة حتى مع إسرائيل متى اعترفت للشعب الفلسطيني بدولته المستقلة وحقه في تقرير مصيره، وتخلّت عن سياسة التوسع الجغرافي بالقوة.

"العوربة" هي باختصار، عروبة الحياد الإيجابي والناشط والفاعل في بناء الحضارة الإنسانية الجامعة، وطريق كل دول المنطقة الى السلام والاستقرار والازدهار، وهي العروبة التي حوّلت الرياض وأبو ظبي والدوحة ومسقط الى عواصم للتفاوض على حل المشاكل والأزمات الدولية، لتلعب بذلك الدور الذي كانت تحتكره جنيف السويسرية وفيينا النمساوية في القرن الماضي.

"العوربة" والإنسان

تنطلق "رؤية العوربة" من التراكمات التاريخية ودروسها وعبرها، الإيجابية منها والسلبية، لتوفّر:

ما يحتاجه من مقومات للنموّ الفكري والجسدي في افضل الظروف الصحية والتربوية والخدماتية، ولحياة كريمة في المراحل العمرية كافة من الطفولة الى الشيخوخة مرورا بالمراهقة والشباب.

الأجواء الملائمة لحرية التفكير والرأي والمعتقد للتفاعل والتعاون حاضرا ومستقبلا.

البيئة الثقافية والتعليمية التي تسمح له بأن يكون "مواطنا عالميا"، يُعنى بكل ما يهمّ الإنسانية وكوكب الأرض من مشاكل وحلول، مع الحرص على ولائه الوطني وارتباطه بوطنه.

"العوربة" والهوية

"العوربة" هي رؤية تكاملية تعاونية جامعة ومتحركة، بعيدة عن نظريات التذويب والانصهار، عابرة للحدود مع الحفاظ عليها كرمز سيادي للدول، وعابرة للغات المحلية مع صون ديمومتها، والتمسّك بالعربية كلغة جامعة، وعابرة للأعراق والقوميات والاثنيات مع احترام تنوعها، وعابرة للثقافات والحضارات مع التمسك بميزاتها، وعابرة للمعتقدات الدينية مع الاستثمار في غناها وقيمها الأخلاقية والإنسانية.

إنها مساحة اقليمية وبيئة جغرافية واجتماعية وادارية وقانونية وسياسية واقتصادية وصحية وخدماتية وبيئية:

تساوي بين أبنائها في الحقوق والواجبات

وتضمن لمواطنيها خصوصيّاتهم التي تكوّن هويتهم الإنسانية المركّبة، وتؤمّن لهم متطلّبات العيش المشترك والتعاون والتفاعل والتكامل، سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، وظروف التنافس الشريف

وتُنتج "سلّم قيم انسانية" يحترم الحياة الكريمة للبشر، ويؤمّن لهم العدالة الاجتماعية والرفاه والسعادة والازدهار والتنمية المستدامة،

وتقوم على استثمار الثروات الوطنية والطبيعية في بناء إنسان ريادي ومثقف ومنفتح على الآخر المختلف، في سبيل بناء حضارة السلام والتسامح والحوار والتعارف والتنمية والأخوة الإنسانية، بعيداً عن مشاريع الحروب والتوسع والتسلط والفرض والقهر.

الأطر التنفيذية ل "العوربة"

تُتَرجم "العوربةً" من خلال مجموعة من الآليات والخطوات والتدابير والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والمالية والثقافية والقانونية والبيئية ... لمواكبة "العولمة"، لا سيما في مرحلتها الجديدة: "العولمة الرقمية"، بما يمكّن الدول والشعوب والافراد المعنيين من المساهمة في بناء شراكة كاملة وفاعلة مع العالم، وفقاً لقواعد تضمن تكافؤ الفرص والتنافس الايجابي، ومن خلال إداء قيادي وشعبي ديناميكيّ ومتحرك ودائم التطوّر يشمل كل مجالات الحوكمة السياسية والإدارية والقانونية، وكل مجالات الحياة الاجتماعية، ويقوم على ‏فكر إنساني تنمويّ، وتطلعات سياسية، ورؤى اقتصادية، ونمط حياة وطريقة عيش واسلوب حديث ومتطور لادارة المجتمعات على قاعدة حريّة الإنسان والعدالة الاجتماعية والخير العام ومكافحة الفساد والحوكمة الرشيدة، ويسمح للدول العربية وشعوبها بأن تتعاون وتتكامل وتصبح جزءاً فاعلا ومقرُّرا من "النظام العالمي" ومتفاعلا معه، مع الحفاظ على خصوصياتها وثقافتها وحضارتها وتاريخها وقيمها الدينية وعاداتها وتقاليدها الاجتماعية.